الأخبار والأحداث
اليوم العالمي ضد السرطان
منذ عدة سنوات، أصبح مرض السرطان يعتبر مشكلة تهم الصحة العامة وذلك لتزايد عدد حالات المرض عبر العالم. تشكل مكافحة مرض السرطان معركة محورية تهم العديد من الجهات الفاعلة على الصعيد العالمي وتشمل مهنيي الصحة كما المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية. في المغرب، تم إنجاز مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان للفترة الممتدة من 2020 إلى 2029، يهدف هذا المخطط إلى تعزيز الوقاية والكشف المبكر عن مرض السرطان بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي حول المرض. يشارك العديد من الفاعلين بالمستوى الدولي نفس أهداف المخطط ويشكل اليوم العالمي ضد السرطان في 4 فبراير تظاهرة تجمع مختلف الأطراف من أجل مكافحة السرطان.
السرطان هو مرض ينتج عن تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية نتيجة طفرات جينية تسببها مجموعة من العوامل المتعلقة أساسا بنمط العيش (التدخين، قلة الحركة، نظام غذائي غني بالمواد المصنعة، إلخ.)، العوامل الوراثية أو بعض التعفنات الجرثومية (بكتيريا، فيروسات، إلخ.) .يؤدي تكاثر الخلايا السرطانية إلى تكون ورم في جزء معين من الجسم وقد تنتشر الخلايا السرطانية في باقي أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية واللمفاوية عند تطور المرض (النقائل السرطانية).
يعتبر السرطان مرضا متعدد الأسباب ويمكن الوقاية منه عبر تغيير عوامل الخطر التي يمكن تجنبها. إتباع نمط غذائي سليم وغني بالخضر والفواكه، الإقلاع عن التدخين بكل أنواعه، الحفاظ على وزن صحي وممارسة نشاط رياضي بشكل منتظم كلها عوامل وسلوكات تقي من مرض السرطان. يشكل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والتهاب الكبد (ب) بالإضافة إلى احترام قواعد النظافة الأساسية وسائل ناجعة للوقاية من السرطانات الناتجة عن العدوى الجرثومية. تعتبر الوقاية من السرطان محورا أساسيا لليوم العالمي ضد السرطان خاصة أن ثلث الوفيات التي يسببها السرطان ناتجة عن عوامل خطر يمكن تجنبها.
المحور الأساسي الثاني لليوم العالمي ضد السرطان يتعلق بالكشف المبكر. من المهم التفريق بين الكشف المبكر والتشخيص لاستيعاب دور وأهمية الكشف المبكر. يعني الكشف المبكر، البحث عن علامات السرطان لدى الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة ولا تظهر عليهم أية أعراض، في حين يعني التشخيص، التحري بحثا عن أصل وسبب اضطراب معين لدى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض للمرض. لا يتوجه الكشف المبكر للأشخاص الذين يحسون بأعراض للمرض بل لكل فرد يستوفي شروط معينة، تتعلق بعوامل الخطر والموقع المعني في الجسم خاصة، بهدف التحقق من عدم إصابتهم بالمرض أو اكتشافه في وقت مبكر في حالة الإصابة. السرطانات التي يجب الكشف عنها بشكل منتظم هي سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان القولون وسرطان البروستاتا.
أخيرًا، يهدف اليوم العالمي ضد السرطان إلى تشجيع البحث العلمي والطبي لتطوير علاجات مبتكرة أمل أن نصل من خلال الاكتشافات الجديدة والفهم المعمق للسرطان إلى علاج يقضي بصفة نهائية وتامة على المرض. حاليًا، تعتبر الأبحاث حول العلاجات المناعية والجينية أبحاثا واعدة حيث تمكن هذه العلاجات من استهداف الخلايا السرطانية بشكل دقيق وتسبب أعراضا جانبية أقل. تتطور علاجات السرطان باستمرار لتصبح أكثر فعالية وتحسن جودة حياة المرضى، كل هذا لا يمكن إلا أن يكون مشجعا ويوحد كل الفاعلين الصحيين في محاربة مرض السرطان.