الأخبار والأحداث
اليوم العالمي للسمع
للتفاعل مع بيئتنا والتقاط مختلف أشكال المعلومات، يستخدم الإنسان كباقي الكائنات الحية أعضائه الحسية. تعتبر حواسنا بوابة حقيقية على العالم الخارجي حيث تمكننا، بالإضافة إلى الدماغ، من إعطاء معنا لما يحيط بنا. وبالتالي، فإن السمع حاسة مهمة لفهم بيئتنا ومحيطنا الخارجي. تحظى حاسة السمع في هذا اليوم باهتمام خاص بمناسبة اليوم العالمي للسمع، في سياق تتزايد فيه مصادر التلوث السمعي، من المهم أن نفهم كيف يعمل نظامنا السمعي من جهة، وكيف نحافظ على صحته من جهة أخرى.
تلتقط الأذن البشرية، من خلال أجزائها المختلفة، الموجات الصوتية وتنقلها إلى الدماغ على شكل نبضات عصبية. يمر الصوت أولاً عبر الجزء الخارجي من الأذن، المكون من الصيوان والقناة السمعية الخارجية، للوصول إلى طبلة الأذن. تسبب اهتزازات طبلة الأذن حركة نظام مكون من ثلاث عظيمات (المطرقة والسندان والركاب) التي تشكل الأذن الوسطى. في هذه المرحلة، لم يتم تحويل الصوت إلى رسالة عصبية بعد، تقوم الخلايا الشعرية للقوقعة المتواجدة في الأذن الداخلية بتحويل الاهتزازات الناتجة عن حركات الرِّكاب إلى نبضات عصبية تنتقل إلى الدماغ عبر العصب السمعي. من المهم الإشارة إلى أن دور الأذن لا يقتصر على الوظائف السمعية فقط حيث يعتبر الدهليز المتواجد في الأذن الداخلية مركز التوازن في جسم الإنسان ويؤدي هذا الأخير وظائف أساسية.
تقدر منظمة الصحة العالمية (OMS) أن 1.5 مليار شخص يعانون من نقص السمع في جميع أنحاء العالم. تتعدد أسباب نقص السمع حيث يمكن أن تكون نتيجة: الشيخوخة، التعرض للأصوات الصاخبة بشكل مفرط، الأسباب الوراثية، التهاب أو مرض للأذن وتناول الأدوية أو المواد السامة للأذن. يسبب ضعف السمع صعوبات في الحياة اليومية لالتقاط الأصوات، يمكن تقييم هذا الانخفاض باستخدام مقياس للسمع لقياس عتبة الخسارة بالديسيبل. تتوقع منظمة الصحة العالمية في تقريرها العالمي حول السمع أنه بحلول عام 2050، سيصاب 2.5 مليار شخص بضعف السمع في جميع أنحاء العالم وسيحتاج 700 مليون شخص إلى خدمات إعادة التأهيل السمعي.
ينظم اليوم العالمي للسمع سنويًا في تاريخ 3 مارس. هذا الحدث الدولي يعرف تنظيم حملة توعوية بمبادرة من منظمة الصحة العالمية لتذكير الناس بأهمية الحفاظ على حاسة السمع من خلال مختلف التدابير والسلوكيات. الموضوع الذي تم اختياره لحملة 2022 هو: " اعتنِ بسمعك، وانعم به مدى الحياة!"، يعتبر التعرض للأصوات الصاخبة والضوضاء عاملا يلحق الضرر بالجهاز السمعي ويمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى نقص في السمع.
يمكن أن يحدث نقص أو فقدان السمع في أي عمر حسب عوامله المحفزة. تشمل الوقاية من نقص السمع عدة تدابير مثل التطعيم للحماية من مختلف أشكال العدوى واستشارة طبيب مختص في حالة حدوث ضرر أو مرض في الأذن وتقليل التعرض للأصوات الصاخبة والضوضاء. أخيرًا، من الضروري إجراء فحص للكشف عن الصمم ونقص السمع للرضع حديثي الولادة حتى يتم اكتشاف أي اضطراب محتمل واتخاذ أفضل نهج علاجي، يتم اقتراح هذا الفحص لكل الوالدين بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة، الذين لهم الاختيار لإجرائه بالنسبة لرضعهم الجدد. معًا، لنجعل من هذا اليوم العالمي فرصة لاتخاذ عادات صحية والحفاظ على سمع جيد طوال الحياة.