الأخبار والأحداث
اليوم العالمي لمكافحة مرض السل
تسبب مرض السل في أضرار جسيمة على مر تاريخ الإنسانية، منذ العصور القديمة وأول وصف لأعراض المرض من قبل أبقراط إلى القرن 19 واكتشاف الطبيب الألماني روبرت كوخ للبكتيريا المسببة لهذا المرض، أصاب داء السل العديد من الحضارات البشرية. قدم الطبيب روبرت كوخ اكتشافه لبكتيريا السل في عام 1882، الشيء الذي مكنه من الحصول على جائزة نوبل للطب في سنة 1905. يعتبر روبرت كوخ أحد مؤسسي علم الجراثيم حيث مهد الطريق لدراسة داء السل بأكثر عمق وتطوير علاجات لهذا المرض.
السل هو مرض ناتج عن إصابة عدوية بنوع من البكتيريا يسمى ب "Mycobacterium tuberculosis" أو المتفطرة السلية، هذه البكتيريا لها شكل يشبه العصية وتهاجم أساسا الرئتين بعد دخولها إلى جسم الإنسان عبر الجهاز التنفسي. يسبب مرض السل أعراضا مثل السعال المزمن المصحوب بإفرازات دموية، وألم في الصدر، وحمى مستمرة، وضعف عام مع فقدان للوزن. يمكن للمتفطرة السلية أن تنتقل عبر الدم أو الشبكة اللمفاوية إلى أنحاء أخرى من الجسم وأن تصيب مختلف الأعضاء كالكبد، أو الكلى، أو الجهاز الهضمي، أو الجهاز العصبي المركزي، أو العظام.
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (OMS)، فإن حوالي ربع سكان العالم مصابون بعدوى السل الكامنة، لا يحس هؤلاء الأشخاص بأية أعراض للمرض ولا يشكلون أي خطر للعدوى. يمكن لبكتيريا السل بالفعل أن تبقى في الجسم لعدة سنوات دون أن تعطي أعراضا، يحدث التطور نحو الشكل النشط للمرض، المعدي والمسبب للأعراض، في نسبة قليلة من الحالات أساسا تحث تأثير عوامل تضعف الجهاز المناعي (كبار السن، تناول أدوية تؤثر على المناعة، وجود عدوى مشتركة خاصة بفيروس VIH). العدوى المشتركة بالسل وفيروس VIH معروفة بكونها تعرض لمضاعفات خطيرة حيث يضعف فيروس VIH الجهاز المناعي بشكل كبير.
في الوقت الراهن، يطرح مرض السل العديد من التحديات في مجال البحث الطبي فيما يخص الوقاية منه وكشفه ونهج علاجه. بالرغم من وجود لقاح (B.C.G) يحمي بشكل فعال الأطفال ضد الأشكال الخطيرة للمرض، فإن هذا الأخير لا يمكن من الحماية من مرض السل الرئوي لدى المراهقين والبالغين. التحدي الثاني الذي يطرحه مرض السل يهم وسائل التشخيص للكشف عن المرض في المرحلة الكامنة وتحديد سلالة البكتيريا المسببة له من أجل تكييف العلاج. أخيرا، يشكل مرض السل مشكلة كبيرة فيما يتعلق بوسائل العلاج خاصة أمام سلالات مقاومة أو مقاومة جدا تقلل بشكل كبير من فعالية المضادات الحيوية وتزيد من تكلفة العلاج ومدته التي قد تصل إلى سنتين.
يتم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة مرض السل في تاريخ 24 مارس من كل سنة نسبة إلى تاريخ إعلان اكتشاف البكتيريا المسببة للمرض في 24 مارس 1882. موضوع هذا اليوم العالمي في سنة 2022 هو: "لنستثمر من أجل القضاء على مرض السل، لننقد الأرواح"، يركز هذا الموضوع على أهمية تشجيع البحث العلمي من أجل القضاء على مرض السل. يشكل مجال الدراسات الجينية مجالا واعدا لتطوير لقاحات وعلاجات جديدة للمرض عبر دراسة الجينات التي تمنح مقاومة لمختلف سلالة بكتيريا مرض السل.