الأخبار والأحداث
اليوم العالمي لمرض الجذام
مرض الجذام هو مرض مزمن ناتج عن العدوى بالبكتيريا المتفطرة الجذامية أو Mycobacterium leprae، يصيب هذا المرض الجلد والأعصاب المحيطية مما يلحق أضرار تتطور ببطء ويمكن أن تصبح دائمة. يمكن لمرض الجذام أن يصيب العينين والأطراف خلال تطوره مما يجعله مرضا معيقا له تداعيات وخيمة على الحالة الصحية العامة.
يسبب مرض الجذام آفات جلدية وبقع يختلف لونها عن لون الجلد السليم قد تميل إلى اللون الأحمر، يمكن للآثار الجلدية أن تظهر بمنطقة واحدة أو أماكن عدة مع الإحساس بتعب عضلي وانعدام للإحساس إذا أصاب المرض الأعصاب المحيطية. يؤدي تطور المرض إلى حدوث أضرار على مستوى العينين ومناطق أخرى بجسم الإنسان.
تتكاثر البكتيريا المسببة للجذام بشكل بطيء داخل الجسم، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض المرض بعد مدة طويلة عن الإصابة. تصل المدة الوسطى بين دخول البكتيريا إلى الجسم وظهور الأعراض الأولى إلى 5 سنوات. مرض الجذام هو مرض معدي ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر عبر القطرات الصغيرة المنبعثة من الفم أو الأنف، تمكن العلاجات المتوفرة حاليا من منع العدوى وذلك بمجرد أخذ الجرعات الأولى.
خلال العقود الأخيرة، تم تحقيق تقدم كبير في مكافحة مرض الجذام بفضل الاكتشافات العلمية لعلاجات جديدة والاستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام العلاج الكيميائي المتعدد (polychimiothérapie أو PCT) والذي يتكون من 3 مضادات حيوية، يعطي هذا العلاج نتائج جيدة ويمكن من تفادي الإعاقات والعدوى.
قبل تطوير العلاج الحالي لمرض الجذام، كان يستعمل علاج واحد للمرض وهو مضاد حيوي إسمه الدابسون (dapsone). على مر السنوات، أصبحت بكتيريا المتفطرة الجذامية مقاومة لهذا الدواء مما أدى إلى تطوير نهج علاجي جديد أكثر فعالية. إلى حدود اليوم، لم تلاحظ أي مقاومة أمام العلاج المستعمل حاليا.
في المغرب، تبين الأرقام الأخيرة لتقرير المراقبة الوبائية والصحة العامة أنه تم تسجيل 7 حالات لمرض الجذام خلال سنة 2020. تعتبر جهات طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس والرباط سلا القنيطرة أكثر الجهات التي يتواجد بها المرض حسب نفس التقرير. معدل تسجيل مرض الجذام في المغرب في سنة 2020 كان 0.02 حالة لكل 100000 شخص.
من أجل توعية ولفت انتباه عامة الناس حول مرض الجذام، تم تنظيم يوم عالمي لمرض الجذام منذ 1954 من 28 إلى 31 يناير. بالرغم من الإنجازات المهمة لعلاج مرض الجذام والقضاء عليه كمشكل صحي داخل المجتمع، فلا تزال هناك العديد من حالات المرض حول العالم. يشكل اليوم العالمي لمرض الجذام فرصة لتذكر هؤلاء المرضى والاهتمام بهم. نشر المعلومة الصحية والتحسيس بالمرض من أفضل الطرق للتعريف بالعلاجات ونتائجها الجيدة.