Actualités et évènements
اليوم العالمي للصرع
الصرع هو مرض مزمن يصيب الدماغ ويسبب حدوث نوبات صرع نتيجة اضطراب عابر للنشاط الكهربائي في الخلايا العصبية للدماغ. تنحدر الترجمة الفرنسية لمصطلح الصرع من أصل إغريقي يعني "الهجوم المفاجئ"، وهذا بالفعل ما يحدث أثناء نوبات الصرع التي يمكن أن تسبب تشنجات واضطرابات عنيفة ومبهرة. تتعدد أعراض نوبات الصرع وتختلف من شخص لآخر، يمكن أن يسبب الصرع فقدان الوعي والقيء وانسراب البول أو البراز وتوقف وجيز للتنفس بالإضافة إلى إفراز مفرط لللعاب. يمكن أن يسبب الصرع أيضًا نوبات أقل حدة دون فقدان الوعي وأعراض مثل التَنَمُّل والهلوسة العابرة والتحديق اللا واعي وتشنج العضلات.
يأخذ مرض الصرع أشكالا عدة حسب سن ظهوره، وموقعه في الدماغ، وحدة أعراضه، وتطوره مع الوقت. حسب منطقة وموقع الاضطرابات الكهربائية المسببة لنوبة الصرع، يمكن أن تكون هذه الأخيرة بؤرية، إذا أصابت منطقة معينة في الدماغ، أو متعمِّمة إذا شملت كل أنحاء الدماغ. لا تشير نوبة واحدة معزولة للصرع إلى إصابة مزمنة بالمرض حيث يمكن أن تؤدي بعض العوامل كأمراض التمثيل الغذائي أو تناول بعض الأدوية أو التسممات بمواد مختلفة إلى حدوث نوبة صرع منعزلة.
من الصعب تحديد أسباب مرض الصرع بدقة حيث يمكن أن يظهر المرض في العديد من الحالات بدون أي سبب معين. من بين الأسباب التي ترفع نسبة ظهور الصرع والتي تم الكشف عنها إلى حدود اليوم، نذكر:
- العوامل الجينية والوراثية (وجود حالة أو حالات للمرض في الوسط العائلي).
- التعرض لإصابة بالغة على مستوى الرأس أو حدوث تلف في خلايا الدماغ.
- التطور غير الطبيعي لمناطق معينة في الدماغ أو تشوه دماغي.
- الإصابة بأمراض جهازية أو أمراض الجهاز العصبي.
يمكن أن يصيب الصرع الأطفال كما البالغين وقد تم الكشف عن العديد من المتلازمات عند الأطفال حسب نوع المرض (متلازمة West، متلازمة Dravet، متلازمة Lennox-Gastaut). يمكن أن تظهر نوبات الصرع منذ الأشهر الأولى للرضيع مسببة تشنجات عضلية، واضطراب في النمو النفسي الحركي، والتحديق بشكل غير واعي، وضعف عضلي. من المهم التذكير أنه توجد علاجات لمرض الصرع تمنع حدوث النوبات أو تخفف أعراضها، إذا تم تحديد سبب معين للنوبات، فسيهدف العلاج إلى محو ومعالجة هذا السبب.
يتم الاحتفال باليوم الدولي للصرع سنويًا في يوم الاثنين الثاني من شهر فبراير منذ عام 2015. تقام نسخة 2022 لهذا اليوم بتاريخ 14 فبراير وتهدف إلى إثارة انتباه عامة الناس حول هذا المرض العصبي الشائع. غالبا ما يساء فهم مرض الصرع مما يؤدي إلى انتشار العديد من الأفكار الشائعة والمغلوطة، يشكل الفهم الصحيح للميكانزمات التي تسبب نوبات الصرع ونشر المعلومة الطبية الصحيحة ركيزتان أساسيتان للتوعية في هذا اليوم الدولي. أخيرا، يجب الإشارة إلى أنه توجد علاجات ضد مرض الصرع ولا ينبغي التردد لزيارة الطبيب أمام ظهور أي أعراض للمرض.